
انتخابات باهتة : الشعب (لا) يريد التغيير
وكالة الإقتصاد العراقي/
المستقلة /- سرى جياد /لا توقّعات تُذكر من الانتخابات التي جرت يوم أمس، وسط عدم اكتراث شعبي، عبَّرت عنه نِسَب المشاركة المتدنّية، والتي لم تتعدَّ الـ32%، وفق الأرقام الأوّلية.
انتخاباتٌ شكَّلت مناسبة جديدة للتعبير عن غياب الثقة بالطبقة السياسية الحاكمة، التي تعيد إنتاج نفسها في كلّ مرّة.
ومع غياب الحماسة وإحجام المواطنين عن الاقتراع، غابت الخروقات الأمنية، وفق الجهات الناظمة للعملية، فيما انخفضت نسب المشاركة في المدن أكثر منها في المناطق الأخرى، بفعل الانقسام الطائفي والعرقي، مضافاً إلى الانقسام السياسي.
وقد فشلت القوى السياسية العراقية في تحفيز الناخبين على الإدلاء بأصواتهم، على رغم أن قانون الانتخابات الذي اعتمَد الدوائر الصغرى والصوت الواحد، كان يمكن أن يرفع نسب المشاركة، كونه قرّب، عمليّاً، المسافة بين الناخب والمرشّح.
نسبة الاقتراع المتدنّية، التي لم تتعدَّ 32% عند إقفال الصناديق، وفق «تحالف الشبكات والمنظّمات الوطنية لمراقبة الانتخابات»، كانت بمثابة استفتاء على غياب الثقة بالقوى السياسية، واحتجاجاً على فسادها الذي أيقن العراقيون أن الانتخابات لن تُقدِّم حلولاً له، بدليل التجارب الانتخابية السابقة التي أثبتت القوى السياسية خلالها صعوبة زحزحتها عبر الصناديق، نظراً إلى الإمكانات الكبيرة التي تتمتّع بها، وقدرتها على تطويع القوانين لمصلحة استئثارها بالسلطة.
كما يُظهر انسداد الأفق السياسي في العراق، الإرث التفتيتي الذي يتركه الاحتلال وراءه وهو يهمّ لمغادرة البلاد في نهاية العام الجاري، والذي لن يكون سهلاً محوه، حيث عملت الولايات المتحدة، منذ الغزو في عام 2003، على كسْر أيّ توافق بين العراقيين على هوية وطنية واحدة تجمعهم على حدٍّ أدنى يمكّنهم من إنتاج سلطة تمثّل مصلحة العراق.